من غزةوفاء عليان مريضة بالفشل الكلوي تسرد معاناتها في ظل حرب الإبادة على غزة

من غزة: وفاء عليان مريضة بالفشل الكلوي تسرد معاناتها في ظل حرب الإبادة على غزة

تتخطى الحرب في غزة حدود الدمار المادي والخسائر البشرية المباشرة؛ إنها تتغلغل في تفاصيل حياة كل فرد، وتزيد من معاناة الفئات الأكثر هشاشة، وعلى رأسهم المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. وفاء عليان، امرأة فلسطينية من غزة تعاني من الفشل الكلوي، هي واحدة من هؤلاء الضحايا الذين يواجهون وضعًا مأساويًا مضاعفًا. الفيديو المنشور على يوتيوب تحت عنوان من غزة وفاء عليان مريضة بالفشل الكلوي تسرد معاناتها في ظل حرب الإبادة على غزة (https://www.youtube.com/watch?v=AT1zL602BsI) يقدم شهادة مؤثرة ومفجعة عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها مرضى غزة في ظل هذه الظروف القاسية.

في هذا الفيديو، تروي وفاء عليان بصوت خافت ونظرة حزينة تفاصيل حياتها اليومية التي تحولت إلى كابوس لا ينتهي. الفشل الكلوي، بحد ذاته، يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب علاجًا منتظمًا، يتمثل بشكل أساسي في جلسات غسيل الكلى المتكررة. هذه الجلسات، التي تعتبر ضرورية لبقاء وفاء على قيد الحياة، أصبحت شبه مستحيلة في ظل الحرب المستمرة. المستشفيات والمراكز الطبية تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية والمواد الاستهلاكية اللازمة لغسيل الكلى. بالإضافة إلى ذلك، فإن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والذي يمتد لساعات طويلة، يعيق عمل الأجهزة الطبية ويؤثر سلبًا على جودة العلاج المقدم للمرضى.

تصف وفاء كيف أنها اضطرت في بعض الأحيان إلى الانتظار لساعات طويلة قبل أن تتمكن من الحصول على جلسة غسيل الكلى، وأحيانًا أخرى كانت تضطر إلى التوجه إلى مراكز طبية بعيدة، معرضة حياتها للخطر بسبب القصف المستمر وانعدام الأمن. حتى الوصول إلى المستشفى أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر، حيث الطرق مدمرة والشوارع مكتظة بالنازحين والسيارات المحملة بالجرحى. الخوف والقلق يسيطران على كل لحظة، فالموت يتربص بالجميع في كل مكان.

إن معاناة وفاء لا تقتصر على صعوبة الحصول على العلاج الطبي اللازم. فهي تعاني أيضًا من نقص الغذاء والمياه النظيفة، وهما عنصران أساسيان لصحة مرضى الفشل الكلوي. النظام الغذائي الخاص الذي يجب أن تلتزم به وفاء أصبح رفاهية لا يمكن تحقيقها في ظل الظروف الراهنة. نقص البروتينات والخضروات والفواكه يؤثر سلبًا على صحتها ويزيد من أعراض المرض. المياه الملوثة تزيد من خطر الإصابة بالالتهابات والأمراض الأخرى التي قد تهدد حياتها.

الفيديو يلقي الضوء أيضًا على الجانب النفسي لمعاناة مرضى غزة. وفاء تعيش في حالة من الخوف والقلق الدائمين على سلامة عائلتها، فهي أم وزوجة تتحمل مسؤولية حماية أطفالها وزوجها في ظل هذه الظروف الصعبة. مشاهد الدمار والقتل التي تراها يوميًا تترك آثارًا نفسية عميقة عليها وعلى أفراد عائلتها. الخوف من الموت، والخوف من فقدان الأحبة، والخوف من المجهول، كلها مشاعر تتصارع داخلها وتزيد من معاناتها.

إن قصة وفاء عليان ليست مجرد قصة فردية، بل هي انعكاس لمعاناة الآلاف من المرضى في غزة الذين يواجهون ظروفًا مشابهة. الحرب فاقمت من أوضاعهم الصحية المتردية أصلاً، وجعلت حياتهم أشبه بجحيم لا يطاق. نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وانقطاع التيار الكهربائي، وتدمير البنية التحتية الصحية، كلها عوامل تزيد من خطر الوفاة بين هؤلاء المرضى.

الفيديو يمثل صرخة استغاثة موجهة إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية لإنقاذ حياة المرضى في غزة. إن توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وضمان وصولها الآمن إلى المستشفيات والمراكز الطبية، وتوفير الكهرباء اللازمة لتشغيل الأجهزة الطبية، هي خطوات ضرورية لوقف تدهور الأوضاع الصحية في غزة وإنقاذ حياة الآلاف من المرضى.

إن الوضع في غزة يتطلب تحركًا عاجلًا من جميع الأطراف المعنية لوقف هذه المأساة الإنسانية. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على الأطراف المتنازعة لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. يجب على المؤسسات الإنسانية أن تكثف جهودها لتوفير الدعم الطبي والإغاثي للمرضى والمحتاجين. يجب على الأفراد أن يتبرعوا ويدعموا المنظمات التي تعمل على إغاثة غزة. كل مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تحدث فرقًا في حياة شخص يعاني.

في نهاية الفيديو، تختتم وفاء عليان حديثها بدعوة إلى الله أن يرفع هذا البلاء عن أهل غزة وأن يعيد إليهم الأمن والسلام. دعوة صادقة تنبع من قلب امرأة مؤمنة صابرة، تعكس إيمان الشعب الفلسطيني الراسخ بحقه في الحياة والحرية والكرامة.

إن مشاهدة هذا الفيديو تترك في النفس أثرًا عميقًا، وتذكرنا بواجبنا الإنساني تجاه إخواننا في غزة. يجب علينا أن نتذكر دائمًا أن وراء كل رقم من أرقام الضحايا قصة إنسان، وحلم مفقود، ومعاناة لا تنتهي. يجب علينا أن نعمل جاهدين لإنهاء هذا الظلم وتحقيق السلام العادل والشامل الذي يستحقه الشعب الفلسطيني.

إن معاناة وفاء عليان، وغيرها من المرضى في غزة، هي وصمة عار على جبين الإنسانية. يجب علينا أن نعمل معًا لإزالة هذه الوصمة وتحقيق العدالة والسلام في فلسطين.

رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=AT1zL602BsI